ملخص كتاب *ذكاء الوقت*


كيف تعيد سيطرتك على وقتك وتحيا حياة أسعد 

المؤلفة : آشيلي ويلانز , الأستاذة بكلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد 
التصنيف : إدارة الوقت | تطوير الذات والعلاقات
الناشر : حقوق الترجمة والنشر محفوظة لمكتبة جرير 
الطبعة الأولى : 2021 // عدد الصفحات 192 صفحة 

هناك احتمال بنسبة 80 في المائة أنك فقير أعني فقير إلى الوقت هناك أربعة من كل خمسة بالغين يقولون إنهم يشعرون بأن لديهم الكثير جداً ليقوموا به لكنهم لا يملكون الوقت الكافي لفعل ذلك .هؤلاء الأشخاص الفقراء إلى الوقت يحظون بسعادة أقل كل يوم ويضحكون أقل وهم أقل صحة وأقل إنتاجاً كيف يمكننا الهروب من فخاخ الوقت التي تجعلنا نشعر بذلك الإحساس وتعيقنا عن عيش أفضل حياة لنا ؟ 
كتاب ذكاء الوقت هو دليلك لاستعادة الوقت الذي تهدره في المهام الحمقاء والأعمال الرئيبة غير المجزية المؤلفة آشلي ويلائز الأستاذة بكلية إدارة الأعمال بهارفارد ستقدم لك استراتيجيات مجربة لزيادة " ثراء الوقت " لديك

المقدمة ــــــــــــــــــ

الوقت والمال . هناك الكثير من العوامل المشتركة بينهما : فكلاهما قابل للقياس وكلاهما شحيح . وكلاهما قد يعتبره معظم الناس أقيم شيء يمكننا امتلاكه . فنحن نريد المزيد من الوقت والمزيد من المال ونسعى لنحصل عليهما . 

على الرغم من كل أوجه التشابه بين الوقت والمال فإنهما يتعارضان مع أحدهما الآخر ويبدو أنهما يظلان هكذا لبقية حياتنا العملية من الصعب الحصول على المقدار الذي نرغب به من كليهما . فإن توفر لك المال . فلن يتوفر لك الوقت ؛ وإن توفر لك الوقت ، فلن يتوفر لك المال . فمرة تلو أخرى ، نجد أننا نختار بين الوقت والمال . نطهو في المنزل أم نتناول الطعام بالخارج ؟  نعمل أم نذهب في إجازة ؟ نبحث عن وظيفة ثانية أم نقضي المزيد من الوقت مع الأبناء ؟


فخاخ الوقت ووباء فقر الوقت ـــــــــــــــــــ

هناك احتمال ثمانية من عشرة أنك واحد من أكثر الناس فقرا في العالم . وعندما أقول إنك فقير فأنا  لا أتحدث عن حسابك المصرفي ( رغم أن الفقر المادي واحد من المخاوف الملحة في المجتمع ) بل أقصد أنك فقير إلى الوقت في دول مختلفة مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان نرى فقر الوقت أكثر ارتفاعا من أي وقت مضى . اليوم ليس بغريب بالنسبة لي وربما يبدو مألوفا بالنسبة لك أيضا . ففقر الوقت يؤثر على كل الثقافات ويعبر كل الطبقات الاقتصادية .


هل الأمر حقا بهذا السوء ؟ ـــــــــــــــــــ

نعم ، إنه حقا بهذا السوء في عام 2012  بلغ ما يقرب من 50 في المائة من الأمريكيين العاملين بأنهم كانوا " دائما في عجلة " و 70 في المائة لم يكن لديهم ما يكفي من الوقت " أبدا " وفي عام 2015 قال أكثر من 80 في المائة بأنهم لا يجدون الوقت الذي يحتاجونه . هكذا خمنتُ أنك فقير إلى الوقت فهذا حال معظم الناسفتفشي فقر الوقت مشكلة خطيرة ولها تكاليف ضخمة يدفعها الأفراد والمجتمعهناك علاقة بين فقر الوقت والتعاسةفالأشخاص الفقراء إلى الوقت أقل سعادة وأقل إنتاجية وأكثر توترا تدفع المجتمعات الفقيرة إلى الوقت ثمنا باهظا فالتوتر الناتج عن فقر الوقت يكلف نظام الرعاية الصحية بالولايات المتحدة 190 مليار دولار ، وذلك يمثل 5 إلى 8 في المائة من إجمالي نفقات الرعاية الصحية كل عام آثار وتكاليف فقر الوقت سيئة للغاية لدرجة أن الباحثين يقارنونه الآن بالمجاعة – نقص حاد وشديد في الوقت يؤثر على كل المجتمع التي تحمل العديد من التداعيات السلبية المصاحبة للكوارث الطبيعية

 

لماذا نفتقر إلى الوقت ؟ ــــــــــــــــــــ

معظم الناس لديهم وقت فراغ الآن أكثر مما كان لدى أبناء الخمسينيات من القرن العشرين . فإن متوسط أسبوع العمل في الولايات المتحدة كان 37,8 ساعة وفي عام 2017 كان 34,2 ساعة . بهذه الأرقام نجد أن الوقت الترفيهي لدى الرجال في الولايات المتحدة زاد بمقدار ست إلى تسع ساعات في الأسبوع في الخمسين سنة الماضية وزاد الوقت الترفيهي لدى النساء بمقدار أربع إلى ثماني ساعات . " فالتكنولوجيا مثل أجهزة الميكروويف والمكانس الكهربائية الآلية والتواصل الرقمي وتلك الخاصية الأنيقة في برنامج البريد الإلكتروني التي تقترح مواعيد الاجتماعات بشكل تلقائي ( إنها الأفضل ! ) - تساعدنا على عيش حياة أكثر كفاءة . أيضاً قدمت شركات مثل Uber و TaskRabbit خدمات موفرة للوقت يسهل الوصول إليها وسعرها أرخص . " بالطبع ، ليس لدينا وقت أكثر أو أقل مما كان لدينا سابقا فلدينا جميعاً أربع وعشرون ساعة في اليوم دون تمييز  .. نظريا . ينبغي أن نكون سعداء لأن لدينا ساعات فراغ أكثر مما كان متاحا لآبائنا وأجدادنا . فلماذا ، إذا نشعر بفقر الوقت أكثر من أي وقت مضى ؟
السبب هو أن فقر الوقت ينتج عن كيفية تفكيرنا بشأن تلك الساعات وتقديرنا لها . إنه أمر نفسي بقدر ما هو تنظيمي . ربما نحن لا نعمل لساعات أكثر لكننا نتخذ قرارات متعلقة بالعمل طوال الوقت من السهل الانتباه باستمرار لما نعتقد أنه سيدر علينا المزيد من المال وعندما يتاح لدينا بعض وقت الفراغ الثمين لا نكون مستعدين للاستفادة منه وبالتالي نهدره أو نخبر أنفسنا بأننا لا ينبغي أن نأخذ استراحة لهذا نعمل خلال ذلك الوقتليس خطأنا أن انتهى بنا الأمر بهذه الطريقة فقد قمعت ثقافة المجتمعات القيمة المتأصلة للوقت . يعلمنا المجتمع أننا ينبغي أن ننظر إلى الأشخاص الذين لا يغادرون المكتب أبدا باعتبارهم أبطالا يستحقون التبجيل علاوة على ذلك عدم المساواة في الدخل والذي يتزايد تدريجيا يشعرنا كما لو أن عالمنا قد ينهار غدا إن لم نقض كل لحظة في العمل أو على الأقل في التظاهر بالعملتنشئ هذه العوامل ما أسميه فخاخ الوقت والتي تقود معظمنا إلى الشعور بفقر مزمن إلى الوقت .

فالخطوة الأولى للتمتع بذكاء الوقت هي فهم فخاخ الوقت هذه والتعرف عليها في حياتك .


1- فخاخ الوقت

فخ الوقت 1 : التكنولوجيا ؟ ـــــــــــــــــــ

صحیح أننا نمتلك وقت فراغ أكثر مما كان لدينا منذ خمسين عاما . لكن هذا الفراغ صار يسبب لنا توتراً أكثر من أي وقت مضى فالتكنولوجيا توفر لنا الوقت لكنها تسلبه منا أيضاًفنحن نستخدم التكنولوجيات المحمولة لتساعدنا على التحكم في التوقيت وعدد الساعات التي نعمل فيهالكن الفترات الطويله من وقت الفراغ صارت تقاطعه الآن ساعاتنا الذكية وهواتفنا وأجهزتنا اللوحية وحواسيبنا المحمولة بصورة مستمرةوهذا الوضع يرهقنا فكريا ويقسم وقت فراغنا بصورة تجعل من الصعب الاستفادة منه في شيء يخفف توترنا أو يزيد من سعادتنا . وأسمي هذه الظاهرة بقصاصات الوقت والتي تتمثل في فترات قصيرة من ثوان ودقائق مهدرة في أداء مهام متعددة غير مثمرة كل فترة وحدها لا تبدو بهذا السوء لكن عند جمعها تتراكم لتصبح أكثر ضررا مما قد تتوقع لتدرك كيف تمزق وقتك تأمل هذه العملية الحسابية البسيطة لديك ساعة واحدة من وقت الفراغ في السابعة مساء وخلال تلك الساعة تتلقى رسالتي بريد إلكتروني وتتفحصهما وترد على رسالة منهما وتتلقى أربعة إشعارات من تويتر بشأن كلام عديم الجدوى أو أشخاص سيئين يقولون أشياء سيئة وتتصفح الردود الخاصة بواحد من تلك الإشعارات وتتلقى ثلاثة إشعارات من برنامج الواتس اب من أحد الزملاء يطرحون عليك أسئلة أو يطلبون منك خدمة وترد على أحدها وتتجاهل الاثنين الآخرين ويصدر منبه ليذكرك بمهاتفة والدتك في الغد بمناسبة يوم ميلادها وتتلقى أربع رسائل نصية من صديق يحاول التخطيط للعطلة الأسبوعية القادمة وترد عليها كلهاكل حدث في حد ذاته بسيط ويستغرق بضع ثوان فحسب لكن عند جمعها معاً ترى القدر الهائل من الوقت الذي تقتطعه من الساعة المتاحة لك فبضع مقاطعات هينة في ظاهرها تستهلك 10 في المائة من وقت فراغك هذا . وينتهي الحال بالناس إلى عدم الإستمتاع بوقت الفراغ بشكل جيد هذا هو الإنتهاك الذي يسببه فخ الوقت المتعاق بالتكنلوجيا فقصاصات الوقت تشعرنا بأننا أفقر إلى الوقت مما نحن عليه في الواقع. 


فخ الوقت 2 : التركيز على المال ؟ ـــــــــــــــــــ

التركيز على المال هو الفخ الآخر الذي يغرقنا في فقر الوقت هو هوس ثقافاتنا بالعمل وكسب المال . لقد تعلمنا ونعتقد ( خطأ ) أن المال وليس الوقت  سيجلب لنا سعادة أكبر هذه العقلية مخطئة على الأرجحلقد سمعنا جميعا مقولة " المال لا يشتري السعادة وهي صحيحة عمليا . يبين البحث أن المال يحمي من الحزن لكنه لا يشتري السرور . " بمجرد أن نكسب ما يكفي من المال لندفع فواتيرنا وندخر للمستقبل ونحظى على الأقل ببعض المتعة في العطلة الأسبوعية فإن كسب المزيد من المال لن يزيد من سعادتنا كثيرا فعندما نصبح أثرياء نبدأ في مقارنة حياتنا بأشخاص أكثر منا ثراء . فنطارد فكرة لن نصل إليها أبدا لأنه كلما زادت ثروتنا زاد كذلك إحساسنا بأن الآخرين يبلون بلاء أفضل منا وأننا نحتاج إلى بل ونستطيع اللحاق بهم المال ليس سيئا كله فامتلاك المزيد منه يحمينا من التوتر فعندما تتعطل سيارتك يوفر المال حلًابل إن توفر نقود حاضرة معك يمنحك راحة البال في الأزمات المال لا يشتري السرور  نحن نعتقد أن المال هو الطريق إلى ثراء الوقت والسعادة ، لكننا مخطئون . " على العكس من ذلك ، الأشخاص الأكثر ثراء يكونون أكثر توترا فمع زيادة الثروة ، يزداد أيضا شعورنا بفقر الوقت . تكمن المشكلة في أن الثقافة المصابة بهوس كسب المزيد من المال تعتقد خطأ فدائماً نجد الكثير يقول أن جمع المال سيمكننا من شراء السعادة في المستقبل فنحن نفكر قائلين ( سأعمل بجد وأكسب المزيد حتى يتسنى لي تدبر المزيد من وقت الفراغ لاحقا ) هذا هو الحل الخطأ فالتركيز على ملاحقة الثروة فخ فهو لا يؤدي سوى إلى المزيد من التركيز على ملاحقة الثروة .


فخ الوقت 3 : بخس قيمة الوقت ـــــــــــــــــــ

بسبب هوس ثقافاتنا بالمال يحمي الكثير من الناس مالهم بطرق تتعارض مع ثراء الوقت البحث عن أفضل صفقة وأدنى سعر من منظور يركز على القيمة النقدية البحتة يفاقم فقر الوقت والتعاسة لأننا لا نحسب تكاليف الوقت المهدر بسبب التركيز الشديد على النقود بالنسبة لمعظمنا فكرة استبدال الوقت بالنقود لا تخطر حتى على بالنا يرجع هذا إلى حد كبير إلى صعوبة قياس قيمة الوقت مثل قيادة السيارة لمسافة ميلين خارج طريقنا لتوفير 10 سنتات لكل جالون من الوقود فإننا لا نشعر بأن ذلك اختیار سيئ ذلك لأننا نعرف أنه سيكون لدينا قدر أكبر من المال إن دفعنا مبلغا أقل لشراء الوقود لكننا لا نعرف حقا قيمة الوقت الذي استلزمه ذلك .
الفخ بسيط : نحن نختار التكلفة الأدنى بشكل غريزي في الوقت الذي لا ينبغي فيه أن نفعل ذلك فـبالنظر الى هذا الامر وبهذه الحسابات في اللحظة الراهنة يجعلك ترى قيمة الوقت بمنظار مختلف حيث إننا غالبا ما نبخسه قدره بدرجة كبيرة .


فخ الوقت 4 : الانشغال كتعبير عن المكانه ـــــــــــــــــــ

فكرة اعتبار العمل المصدر الأساسي لمعنـى الوجود قائمة منذ عدة عقود لكن الفكرة التي تسميها المقالات الصحفية الشائعة " تمجيد العمل " تعد ظاهرة حديثة ومتصاعدة لطالما كانت النظرة إلى العمل أكثر شمولية باعتباره وسيلة لتحقيق غاية وليس غاية في حد ذاته فأنت تعمل لتعيش

الآن العديد من الناس يعيشون ليعملوا فـإن الانشغال بالعمل يعطي الآن الإحساس بالمكانة نحن نرتديه كوسام شرف " كل منا يريد أن ينظر إليه باعتباره الموظف الذي يعمل لأطول ساعات (حتى عندما لا تكون تلك الساعات مثمرة) فالناس يصرحون بفخر على مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم يعملون بلا توقف ويلغون الخطط الاجتماعية لكونهم مشغولين بشكل جنوني إن عدم الأمان المالي يحفز تمجيد العمل كذلك وهو في ازدياد . منذ أوائل السبعينيات في القرن العشرين زاد عدم المساواة في الدخل بصورة كبيرة في أنحاء العالم وبينما يصبح المجتمع أقل مساواة يتزايد شعور الناس بعدم الأمان فيما يتعلق بمستقبلهم المالي فهؤلاء يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية ويخشون أن تسوء أمورهم أكثر . وبشكل افتراضي نخفض أولوية الوقت الإيجابي لأنفسنا وأصدقائنا وعائلتنا فهو أسهل ما يمكن التضحية به لأننا لا ندري على وجه اليقين كيف نقيس قيمته على أية حال إننا نضحي طواعية بوقت الإجازة خشية أن يرانا الناس كأشخاص لا تعمل بجد . " ونشعر بالذنب حيال إنفاق المال على أمور تسعدنا مثل تناول الطعام في الخارج أو الذهاب في إجازات . إن تركيز انتباهنا على شيء غير العمل قد يهدد معيشتنا ومكانتنا . نحن نقلق من أننا لن نكون محل تقدير وبصورة جزئية نحن على صواب . اتضح أن أرباب العمل يكافئون ( في الأغلب ) الطائفة المشغولة إن الموظفين الذين يتباهون بالعمل المتواصل والانشغال الشديد ينظر إليهم الآخرون باعتبارهم عاملين أفضل يتمتعون بمال وجاه أكثر حتى إن لم يكونوا كذلك إن هذا السلوك يجهل الحياة أكثر تعاسة وأقل صحة . فخ الوقت المتمثل في تمجيد العمل يزيد من فقرك وفقر زملائك إلى الوقت .
 

فخ الوقت 5 : العزوف عن الفراغ ـــــــــــــــــــ 

البشر غير مخلوقين للفراغ قال الفيلسوف بليز باسكال : " تنبع كل مشاكل الإنسانية من عدم قدرتنا على الجلوس هادئين في غرفة بمفردنا " يسمي الباحثون ذلك العزوف عن الفراغ ممكن أن تساعدنا التكنولوجيا على تجنب البقاء بمفردنا مع أفكارنا لكنها تعد فخاً يزيد من التوتر وفقر الوقت . الاتصال المتواصل بالتكنولوجيا يمنع المخ من التعافي ويبقي مستويات التوتر مرتفعة ويشغلنا عن اللحظة الحاضرة فهنا تبين أن الفراغ هو شكل قيم من الترفيه ويمكنه زيادة ثراء الوقت الذهنية سواء على هيئة تأمل أو غيره قد لايرى الناس قيمة تحرير العقل رغم ثبوت جدوى التحلي باليقظة الذهنية والاستمتاع باللحظة الحاضرة وعدم فعل اي شيء . 


فخ الوقت 6 : تأثير " نعم ... تبا ! " ـــــــــــــــــــ 

أغلبنا مفرطون في التفاؤل بشأن وقتنا المستقبلي " حيث نعتقد بحماقة أننا سنحظى في الغد بوقت أطول مما لدينا اليوم . هذا التفائل المفرط يعني أنهم سيقولون ( "نعم") للعديد من الطلبات التي تعتمد على وقتهم المستقبلي ثم يندمون على هذا ( " تباً " ) يشار إلى ذلك أحيانًا باسم مغالطة التخطيط  " أنا أسميه تأثير " نعم ... تباً نحن نرغب بصدق في قول نعم لكل شيء يطلب منا فعله . ونرى أن قول نعم يعد طريقة للتغلب على الفراغ والشعور بأننا مثمرون ومتواصلون ونحظى بالتقدير والاحترام والحب


ومن أين يأتي الوقت للوفاء بهذه الالتزامات ؟ ـــــــــــــــــــ 

من وقت الفراغ الذي كان من الممكن أن نستخدمه للشعور بقدر أكبر من ثراء الوقت بالطبع نحن نهرول من نشاط لآخـر شاعرين بضغط الوقت عاجزين عن الاستمتاع بحياتنا ونبقي أنفسنا تحت ضغط ساحق على أمل أن يمنحنا هذا الانشغال شعورا بالإنجاز فالإنشغال الدائم يعرقل الأهداف التي كنا نصبو إلى تحقيقها أصلاً . 


التغلب على فخاخ الوقت ـــــــــــــــــــ 

هناك أسباب أكثر بكثير وراء إخفاقنا في منح الأولوية للوقت مثل الخوف من إدانة الآخرين لنا ينبغي أن يكون هدفك هو إدراك وتسجيل فخاخ الوقت التي تقع فيها في معظم الأحيان . ما يجعل الأمر فخاً بالنسبة لك هو أنه يجعلك تعيساً ويسرق الوقت الذي كان في إمكانك استخدامه بطريقة تجعلك سعيداًنحن نتحلى جميعا بالقوة اللازمة للتغلب على فخاخ الوقت التي وقعنا ضحية لها فإن زيادة ثراء الوقت لديك تتطلب اتخاذ خطوات صغيرة متعمدة كل يوم للاستمتاع بوقت فراغك وامتلاك المزيد منه الشعور بفقر الوقت لا يختلف من شخص لآخر لكن ثراء الوقت يبدو مختلفا لكل شخص . فقد يعني قضاء خمس عشرة دقيقة إضافية في العزف على الجيتار بدلا من تصفح هاتفك ، أو قد يكون عشر دقائق من التأمل أو استغلال صباح العطلة الأسبوعية في تعلم كيفية استثمار مدخراتك بدلا من استخدام منصة سلاك في نميمة العمل وبغض النظر عن الشكل الذي يبدو عليه ثراء الوقت بالنسبة لك فإن الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من السعادة وثراء الوقت هو من يتعامل مع وقت فراغه بشكل مدروس . العمل على تحقيق ثراء الوقت يعني أن ندرك فخاخ الوقت في حياتنا ونتغلب عليها ونقتطع عن قصد لحظات أكثر سعادة ومغزى كل يوم .



2 - خطوات لتوفير الوقت وتمويل الوقت 

الخطوة 1 : تعرف على إعدادك الافتراضي ـــــــــــــــــــ 

لقد بدأت هذه الخطوة بالفعل من خلال تحديد ما إذا كنت شخصية تمثل نسخة متطرفة لشخص إما يقدر الوقت أكثر من المال أو يقدر المال أكثر من الوقت . هناك شخص يعمل في مجال الطب وينظم حياته تبعاً لكسب المال وكونه مثمراً على حد تعبيره "عندما أكون في المنزل أشعر بالتعاسة لأنني لا أكسب مالا لذلك أفضل التواجد في العمل " إنه يعمل مناوبة كاملة في المستشفى ويتطوع ليكون تحت الاستدعاء في الليل ولكي يكون أقرب إلى العمل يعيش في شقة عن تلك التي تعيش بها زوجته الحبلي  وهو لم يؤثث هذه الشقة بالكامل لأن " ذلك سيكلف المال " وقد أوصى زوجته بإرسال رسالة نصية له قبل " ساعة واحدة بالضبط " من موعد وضعها لطفلهما حتى تتسنى له مغادرة العمل والترحيب بالعضو الجديد في العائلة والعودة إلى المستشفى التي يعمل بها في الوقت المناسب لإكمال مناوبته . قد تتساءل عن شكل بقية حياته بصراحة هو بالكاد لديه حياة . 

لقد التقيت أيضاً بشخص هو مخطط استراتيجي للإعلام الرقمي يفضل التعجل بشراء محمصة خبز أعلى سعراً من مثيلاتها بكثير على أن ينفق ساعات من حياته في البحث عن أفضل صفقة " لماذا أهدر وقتـي على ذلك الأمر ؟ إنه يعيش في المدينة حيث يدفع إيجارا عاليا لكنه يستطيع السير أو ركوب الدراجة للوصول إلى العمل ( ولذلك ليست لديه سيارة ولا يقضي وقتا عالقا في الازدحام المروري ) وقد يرحب بترقية لكنه ليس على استعداد " للتضحية بالعطلات الأسبوعية أو الإجازات " من أجلها وهو لا يتفحص البريد الإلكتروني أبدا خارج ساعات العمل وليس لديه تلفاز ولا يستطيع " هاتفه الغبي " الاتصال بالإنترنت وهو يغلقه في الليل ونادرا ما يرتب لقضاء الوقت مع أحدهم بدلا من ذلك يدع أصدقاءه يتفاوضون بشأن أين يذهبون وماذا يفعلون وأين يتناولون الطعام ومتى يلتقون " ثم " يحضر للقائهم " فحسب هذه العقليات الافتراضية ليست جيدة أو سيئة إنها تُبنـى من خلال خبراتنا الحياتية وبيئاتنا الاجتماعية الأشخاص الذين نشئوا فقراء ويعيشون في مناطق ذات مستويات عالية من عدم المساواة في الدخل ويشعرون بالقلق حيال مستقبلهم المالي يتعلمون التركيز أكثر على العمل وكسب المال . وهذا هو القرار الصحيح على الأرجح . الأشخاص الذين يكافحون لتلبية الاحتياجات الأساسية غالبا ما يكونون أكثر سعادة عندما يكون إعدادهم الافتراضي مضبوطا على الجانب الخاص بالمال من النطاق .
إلا أن الأشخاص الذين يقدرون المال ويكونون في وضع يتيح لهم الشعور بسعادة أكبر بتلك الطريقة يظل في إمكانهم الاستفادة من القيام باختيارات متعلقة بالوقت .


الخطوة 2 : سجل وقتك ـــــــــــــــــــ 

للبدء في زيادة ثراء الوقت لديك تحتاج إلى فهم أساسـي لقراراتك المتعلقة باستخدام الوقت في تدوين سجل مفصل بخصوص الكيفية التي تقضـي بها وقتك لاحظ كيف تشعر بالضبط حيال كل نشاط بما يتجاوز مجرد الشعور الإيجابي أو السلبي . 


الخطوة 3 : وفر الوقت ـــــــــــــــــــ 

من الأسباب الرئيسية لفقر الوقت أن نكون عالقين في مهام لا نحبها ولا يمكننا التحكم فيها فإن الطريق الأسهل والأوضح لتحقيق قدر أكبر من ثراء الوقت هو أن تتعمد اختيار قضاء المزيد من الوقت في ممارسة أنشطة تجلب لك السرور وقضاء وقت أقل في ممارسة تلك التي تجلب لك التعاسة .

 

الخطوة 4 : تمويل الوقت ـــــــــــــــــــ

يمكنك توفير الوقت بالمجان إلى حد كبير . فإلغاء اجتماع اختياري واحد في الأسبوع والتنزه سيرا على الأقدام بدلا منه لن يكلفك مالًا . لكن هناك طريقة مباشرة بشكل أكبر للتخلص من التجارب السلبية التي تتسبب في فقر الوقت وهي دفع مقابل مالي لتنحية نفسك عنها إنك تستطيع تمويل الوقت . تسمح هذه الممارسة بالتركيز فقط على العمل الأكثر حيوية بالنسبة لك . فمثلاً توظف طهاة حتى لا يتعين عليك قضاء الوقت في إعداد الوجبات . الخدمات الموفرة للوقت - كالتسوق والتنظيف وغسل الملابس . قد يقلل التوتر المتعلق بالوقت ويزيد السعادة . لكن احترس تفويض أمور أكثر من اللازم يتحول إلى وظيفة إدارية تجلب التوتر فجأة يصبح جدول أعمالك خارج التحكم وأنت تهرول بين تحديد وإدارة المواعيد، وعمليات التوصيل وهلم جرا .


الخطوة 5 : إعادة صياغة الوقت ـــــــــــــــــــ

في إمكاننا إحصاء الدقائق وتحديد تكلفة وقتنا وينبغي علينا فعل ذلك. لكن في إمكاننا كذلك تغيير كيفية شعورنا حيال وقتنا وذلك من شأنه أن يشعرنا بقدر أكبر من ثراء الوقت أيضا . إن التفكير في أسبوع العمل الخاص بنا أو توقع المستقبل على سبيل المثال التفكير في أسبوعنا المقبل يجعلنا نشعر بضغط الوقت. بتركيز انتباهنا على الحاضر نصبح أكثر تأثرا بالمتع الموجودة بالفعل وذلك بدوره يزيد من ثراء الوقت .إن أكثر شيء مدمر للوقت على الإطلاق وظائفنا فيمكن إعادة صياغتها . فمثلاً تستطيع توفير وقت أفضل من خلال إعادة صياغة ما تعتقد أنه وقت سيئ ليأخذ شكلًا من أشكال الوقت الجيد . هناك بحث أجري على تجارب الموت الوشيك حيث يمنحنا بعضاً من أفضل الاكتشافات عن قيمة الوقت النابعة من تقدير الوقت إن الأشخاص الذين مروا بتجارب موت وشيك كانوا يشعرون كما لو أن الوقت يتحرك بصورة أبطأ . إنهم أكثر امتنائًا للتجارب اليومية حيث إنهم يمنحون الأولوية للأهداف التي تركز على الجانب الاجتماعي أكثر من الأهداف المثمرة مهنيا. كما أوضح شخص قد مات (أربع مرات!) على طاولة العمليات الجراحي يقول كل علاقة من علاقاتي قد تغيرت . لدي تقدير جديد للأشخاص الذين أحبهم صرت أقرب إلى والدتي بكثير وأقرب إلى أخواتي بكثير لقد جعلني الأمر أرى كم أن الحياة قصيرة حقاً . في إمكاننا تقييم المال لكن ليس هناك تقييم للوقت . إن كان هناك تقييم للوقت – فـ إن كنا نستطيع أن نقول ما قيمة وقتنا - سيكون اتخاذ قرارات ثراء الوقت أمراً أسهل . تقييم الوقت سيسهل الاقتناع بأن القرارات التي تركز على الوقت تحمل قيمة أكبر من المال الذي قد يفوتنا . 


3 - عادة ثراء الوقت

حلول مشكلة فقر الوقت بسيطة أما تنفيذها فأمر مختلف تماما. فمعرفة ما يجب القيام به أمر سهل نسبياً وتنفيذه أمر أصعب. وجعله أسلوب حياة كل يوم هو الأصعب على الإطلاق الإفلات من إغراء المال أمر صعب للغاية . تثبت البحوث بوضوح أن الأشخاص الذين يقدرون الوقت أكثر سعادة وصحة وإنتاجية من أولئك الذين يقدرون المال أكثر من الوقت." لكننا ما نزال نركز على المال لأننا نبخس تقدير قيمة وقتنا نقول لأنفسنا بأننا سيتوافر لدينا وقت في المستقبل أطول مما لدينا الآن (لن يحدث ذلك) ونستهين بالمدة التي سنستغرقها لإكمال مهامنا اليومية لا يمكننا مع أنفسنا. لا نتبع أفضل ما تمليه علينا ضمائرنا باستمرار هوسنا بالمال راسخ بعمق في الطريقة التي تطورنا بها." تعلم أسلافنا الأوائل الذين نجحوا وازدهروا كيفية المقايضة. ثم اخترعوا العملة وهي أداة سهلت المعاملات الفعالة ومكنت البشر من التكاثر جبلنا على التفكير في الموارد المالية والقلق حيالها وتتبعها بعناية لأن نجاح البشرية اعتمد على قدرتنا على الوصول إلى السلع والأموال واستخدامها . فيبدو أن تقدير الوقت فرصته ضئيلة في مواجهة خصائص المال

منح الأولوية للوقت في حياتنا اليومية ـــــــــــــــــــ

هنا يجب عليك اتخاذ ثلاث خطوات لتتمسك بعقليتك التي تتمتع بثراء الوقت :
۱. اقنع نفسك بأن الوقت لا يقل أهمية عن المال على الأقل .
۲. ذكر نفسك بقيمك عندما تواجه قرارات حاسمة .
٣. اتخذ قرارات مدروسة تمكنك من الحصول على المزيد من الوقت على مدار الأيام والأسابيع والشهور والسنوات . 


الإستراتيجية 1 : تعام مع أسباب ـــــــــــــــــــ

إحدى طرق التغلب على العادات السيئة في طرح السؤال عن السبب .

١. لماذا أفعل هذا؟
٢. ما الذي أتمنى تحقيقه؟
٣. هل يضيف هذا حقا قيمة إلى يومي؟
٤. والأكثر أهمية هل يمكنني استخدام هذا الوقت لفعل شيء أكثر إرضاء؟

فكر بشكل نقدي في نفسك ووقتك . وفكر في المستقبل . حتى لو كان النشاط يجعلك سعيدا في هذه اللحظة عندما تعلم أنك ستكون أكثر توترا لأنك تسوّف الآن؟ فكر في الأمر وكأنه السكر: مذاق الشوكولاتة رائع الآن لكن إذا تناولتها على الإفطار كل صباح فلن أكون سعيدا لاحقا سأعاني من آلام المعدة وتسوس الأسنان وسيزيد وزني بخمسة أرطال . إذا كانت إجاباتك تشير إلى أنك تنفصل حقا عن القلق والتوتر أو أنك تستمد متعة حقيقية من النشاط . فاستمر في القيام به قليلاً . قد يكون من المفيد أيضا تدوين مقدار الوقت الذي تعتقد أنه سيكون مناسبا لفعل هذا قبل الانتقال إلى مهام أخرى . إذا دفعت نفسك للتفكير في سبب قيامك بما تفعله فذلك يعود في الكثير من الأحيان إلى أنك تشعر في أعماقك بأنك لا تستخدم وقتك بحكمة إذا كانت إجابتك عن السؤال عن السبب الصغير هي "أشغل وقتي وحسب" أو "بلا سبب حقا" أو الإجابة المنذرة بالخطر الكبير "لا أعرف" أو" بلا سبب حقاً " فتوقف عن فعل ما تفعله. اكتب النشاط وضفه إلى قائمة الإسقاط بمرور الوقت ستساعدك هذه القائمة على تحديد الأنشطة التي تسبب في فقر الوقت التي تقع فريسة لها وقد تمنحك تبصراً في سبب وقوعك في براثنها إن معرفة سبب انخراطك في الأنشطة دون تفكير ومتى تفعل ذلك قد تساعدك على أن تستبدل بتلك الأنشطة وقتًا أكثر سعادة إذا كنت تضيع الوقت عندما تكون متعبا جرب أخذ قيلولة بدلًا من ذلك . إذا كان هذا التصرف ناتجا عن التوتر فاقض الوقت في التخطيط لوقت مثمر أو ممتع على جدول مواعيدك هل هو بدافع الوحدة؟ بدلًا من تصفح فيسبوك أرسل رسالة نصية إلى أصدقائك أو عائلتك أو اتصل بهم أو زرهم بدلا من ذلك . 


الإستراتيجية 2 : اسمح بوقت للتراخي ( أو حدد موعداً له ) ـــــــــــــــــــ

نصيحتي لا ينبغي عليك إضافة الكثير جدا من الأنشطة لدرجة أن تقضي صباح أيام الإجازات وأنت تهرع في كل مكان . في الواقع يقل استمتاعنا بالمواعيد الشخصية (والمهنية) عندما نكدسها بشكل متتالنبدأ حينها في الشعور بأنها التزامات ويزداد توترنا بينما نحاول الالتزام بالمواعيد. يمكن حتى أن يؤدي وضع أنشطتنا الترفيهية في جدول المواعيد إلى جعلها أقل متعة." بدلًا من الاستمتاع بتناول مشروب مع جارنا نتجاهل قصته ونفكر فيما إذا كنا سنلحق بالقطار في الوقت المحدد لحدثنا التالي من الحاضر وإلى المستقبل وتبدأ مخاوفنا بشأن نشاطنا نجذب أنفسنا التالي بسرقة وقتنا تتمثل إحدى طرق منع ذلك في السماح بوقت للتراخي أو التخطيط له وهو وقت اضافي متروك بين المواعيد يمكن استخدامه كفاصل أو كفترة توقف . فالتراخي يخلصنا من التوتر والتأكد من أننا ننفذ جميع خططنا بعفويه

 

الإستراتيجية 3 : تعرف على عقليتك في تخطيط المواعيد ـــــــــــــــــــ

توجد عقليتان لتخطيط المواعيد

١. مستخدمون وقت الساعه
٢. مستخدمون وقت الحدث
 
- مستخدمو وقت الساعة :
يستخدمون جداول زمنية تحددها ساعات يبدو اليوم أي وفقا للساعة 


- مستخدمو وقت الحدث :
يستخدمون الأحداث بتشكيل جدولهم الزمنـي . قد يعقدون اجتماعاً لكنه سيستمر قدر ما يستمر قد يدوم خمس عشرة أو تسعين دقيقة بغض النظر عن الوقت المحدد . فمستخدمو وقت الحدث لا يتصلون بك في الساعة 1:30 بل يتصلون "عندما ينتهون من الغداء". ليسوا معنيين بالحجوزات . 
هنا يجب عليك تحديد النظام الأفضل الذي يلائم عقليتك . تحتاج إلى متابعة أفضل خططك الموضوعة في أي حالة من الحالتـي سواء وضعت تلك الخطط وفقا للساعة أو للحدث إعرف من تكون وابدأ في التخطيط (أو وضع مخطط تقريبـي) لنهجك . 


الإستراتيجية 4 : إنشاء النوايا ـــــــــــــــــــ

سيساعدك أيضا تدوين نواياك في بداية الأسبوع ثم الشطب عليها في نهايته . إذا لم تتابع الأنشطة حتـى إنجازها دون سبب عدم إتمامك لها . إذا كنت من مستخدمي وقت الساعة يمكنك تحديد ساعة واحدة في الأحد لتسجيل الأنشطة التـي ستفعلها والتخطيط لها وساعة واحدة في يوم السبت التالي لمراجعة ما إذا كنت قد تابعتها حتـى إنجازها أم لم تفعلو إذا كنت من مستخدمي وقت الحدث يمكنك التخطيط لاستخدام جزء من بعد ظهر الأحد للتفكير في الأهداف عالية المستوى التـي تريد استخدام وقتك في تحقيقها في الأسبوع التالي وكذلك تحديد موعد تقريبـي على سبيل المثال صباح السبت التالي للنظر فيما إذا تمكنت من متابعة هذه الأهداف حتـى إنجازهـا."


الإستراتيجية 5 : تطبيق المكافآت والعقوبات ـــــــــــــــــــ

إذا كنت جاداً بشأن تغيير سلوكك في إستخدام الوقت . خطط لمكافأة نفسك إذا كان نظامك الزمني يسير على ما يرام . وعاقب نفسك عندما تفشل في ذالك . 


الاستراتيجية 6 : خطط الإعدادات الافتراضية ـــــــــــــــــــ

تعد ممارسة ضبط النفس وقوة الإرادة أمرا صعبا حيث يمكنك أن تصبح أكثر حزماً مع نظامك لثراء الوقت عن طريق تعيين الإعدادات الافتراضية التي تنتج ثراء الوقت أزل التطبيقات التي لا تسمح لك بإيقاف تشغيل الإشعارات . اجعل جهازك في الوضع الصامت والتزم بالتحقق منه مرة واحدة فقط كل ثلاث ساعات أو أي فاصل زمني في استطاعتك تدبره. (تعامل مع الأمر كالتمارين البدنية . ابدأ بثلاثين دقيقة ثم حاول زيادتها إلى ٤٥ دقيقة ثم ساعة وهكذا ) كن شرشا في تطبيق هذه الاستراتيجية. تحكم انت في إعداداتك الإفتراضية الشخصية . 


الاستراتيجية 7 : تعرف على الشعور بالإستعجال المجرد وقاومه ــــــ

نضيع وقتنا في بعض الأحيان في أنشطة أبسط وأقل أهمية مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني . عندما نسوف أنشطة أكثر صعوبة وأهمية مثل الاستعداد لمقابلة يجب أن تعرف الفرق بين المهام العاجلة فقط والمهام المهمة . حاول التركيز على المهام المهمة بدلًا من المهام العاجلة فقط . 


الاستراتيجية 8 : اجعل الوقت الترفيهي ممتعاً ـــــــــــــــــــ

يجب عليك أيضا التأكد من أنك تفعل كل ما في وسعك للاستمتاع بالوقت الترفيهي الذي وفرته . ركز على الاستمتاع باللحظات الترفيهية بدلا ًمن التفكير فيما إذا كنت تحصل من أنشطتك الترفيهية على مقابل مكافئ لأموالك . 


4- النظرة طويلة المدى

أنت في حاجة إلى النظر مستقبلًا بما يتـراوح من خمس إلى عشر سنوات والتفكير في مدى تأثير خيارات الحياة على اختياراتك المتعلقة بالوقت الهدف من هذا الفصل ليس قلب حياتك رأسا على عقب أو تشجيعك على عكس القرارات الرئيسية التـي اتخذتها في الماضـي على سبيل المثال إذا اشتريت منزلا مؤخرًا، فمن غير المحتمل أن تبيعه على الفور لزيادة ثراء وقتك بدلًا من ذلك الهدف هنا استكشاف طبيعة العلاقة بين قرارات الحياة الرئيسية والطرق التـي نخطط بها وقتنا على المدى الطويل . بعد ذلك ستكون لديك طرق لصياغة القرارات حتـى تتسم بذكاء الوقت عندما تظهر قرارات حياتية جديدة . 


اختيار الوظائف ـــــــــــــــــــ

في مراحل مختلفة من حياتنا تكون لدينا أولويات مختلفة ويتقلب ثراء وقتنا . ربما تكون قد تكبدت قروضا كبيرة أو تسدد رهناً عقارياً وتشعر أن الأموال الإضافية التي تكسبها في وظيفة غير مرغوب فيها ضرورية حتى لو كلفتك وقتك أو سعادتك . هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نتخذ قرارات تتسبب في فقر الوقت وتوجد أسباب أخرى . لكن من المهم أن تعرف ماهية العواقب حتى تعرف تأثيرها المحتمل على حياتك بوضوح . يركز معظمنا أكثر من اللازم على الراتب والوجاهة عند اختيار الوظائف - ولا نركز بشكل كاف على قيمة الوقت الذي سنقضيه في الوظيفة أو الطرق التي تمكننا بها الوظيفة من تشكيل وقتنا خارج العمل نفعل ذلك جزئيا لأننا نبالغ في تقدير مدى تحسين الثروة لحياتنا . يسهل علينا في منتصف حياتنا المهنية أن نصبح مهووسين بالمال لسداد ثمن كل ما تجلبه لنا الحياة من المهم أن تفكر في السعادة التي قد تخسرها طوال حياتك إذا اخترت الحصول على المزيد من المال بدلا من المزيد من الوقت . 


اختيار مكان العيش ـــــــــــــــــــ

التنقلات هي هي المسافة والوقت بين العمل والمنزل فالتنقل أمر سيئ ويزداد سوءاً اذا كان التنقل تسعين دقيقة أو أكثر ذهاباً للعمل ومثلها رجعوعاً منه حيث يهدر المتنقلين أسابيع من حياتهم في الزحام المروري المسبب للتوتر الشديد والتعاسة إن التنقلات السيئة عامةً نتيجة ثانوية للانفصال بين رغبة المرء في نوع معين من العمل ورغبة المرء في نوع معين من المنازل. نريد وظائف جيدة تقع إلى حد كبير في مناطق اقتصادية مركزة ونريد منازل كبيرة تبعد عن تلك الوظائف مسافة رحلة بالسيارة على الأقل . 

إننا في حاجة إلى التفكير  بجدية في التخلص من تنقلاتنا الآن والعثور على سكن أقرب إلى العمل أو عمل أقرب إلى السكن . 


تخطيط وقتك ـــــــــــــــــــ

هذا الكتاب مليء بالاستراتيجيات الداعمة للوقت التي يمكنك استخدامها. ربما تكون قد بدأت بالفعل في ضخ الأنشطة التي تتسبب في ثراء الوقت في حياتك بشكل محموم : التنزه في الطبيعة كل يوم خميس في الساعة 4 مساء . الاتصال بوالدك صباح كل سبت في الساعة 11 . فالتخطيط للأنشطة التي تتسبب في ثراء الوقت على مدار أسابيع وشهور وسنوات سيتطلب تكتيكات إضافية . يجب أن تفكر في الحاجة إلى التنوع والعفوية لكي تدوم آثار الأنشطة التي تتسبب في ثراء الوقت الإفراط في الشيء الجيد يخفف من تأثيره فمن الجيد التخطيط للأنشطة التي تتسبب في ثراء الوقت في حياتك . حاول تنويع الأنشطة وتجنب تحولها إلى أمور روتينية. السماح بالعفوية أمر مفيد أيضا . 


الرفض ـــــــــــــــــــ

حدد استجابات افتراضية لأنواع معينة من الطلبات التي تتلقاها كثيراً والتي تتسبب في التوتر بشأن الوقت. تدرب على رفض الطلبات التي لا تعتقد أن لديك وقتًا لها.


السبب الكبير ـــــــــــــــــــ

هناك الكثير من الناس رديئون في منح الأولوية للوقت بدلاً من المال ويرجع ذلك جزئيا إلى أننـي نشأت في أسرة من الطبقة العاملة حيث كان التركيز على زيادة الأموال التـي نملكها أمراً ملموسًا وحيث تعلمت أن الوقت الترفيهـي مع تقدمي في العمر جربت إعادة ضبط طريقة تفكيري بشأن القيمة الحقيقية لوقتـي أن تصبح شخصا يتمتع بثراء الوقت على المدى الطويل أمر يتطلب تدريبا. سيكون أداؤك أفضل خلال بعض الفترات وأسوأ في فترات أخرى. قد تشعر بأن بعض الفترات إيجابية للغاية وقد تشعر في بعضها الآخر بأن الحفاظ على تركيزك على الوقت أمر مجهد يصبح الوقت حرفيا أكثر ندرة وأعلى قيمة مع تقدمنا في العمر لذا يصبح اتخاذ القرار لتقدير الوقت أكثر من المال عملية حسابية أسهل . 
يجب أن تسأل نفسك عمّ تقدره عند اتخاذ قرارات حياتية كبيرة . ما هدفك ولماذا يعد منح الأولوية للوقت أمراً مهمًا بالنسبة لك ؟ 
بهذه الطريقة ستتحفز للتفكير فيما إذا كان أي قرار تتخذه في خضم اللحظة يتوافق مع مقاصدك العامة وهدفك في الحياة . مستقبل الوقت مليئ بالوعود والمخاطر . فكر في الهدف من حياتك ضع إستراتيجية له وإدرس خطواتك . لاتتوقع أن يجعلك المال والنجاح سعيداً . 

الحقيقة القاسية عن الوقت - إنه محدود ولن تستعيده أبداَ - على رؤية المبادئ الواردة في مقالتة والشعور بها والعيش وفقاً لها . 

لكن توجد أمور أكثر بكثير يمكننا فعلها الآن لننشئ عالما أكثر سعادة ولنـحيـا ، أفرادا وجماعات حياة مرضية وتتسم بذكاء الوقت علينا ببساطة أن نقرر فعل ذلك ، قبل أن يطير الوقت . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ألبوم يحتوي على أقدم صور متوفرة عن الأحساء منذ 1908

أنواع الإضاءة – إضاءة الأستوديو(5)

ملخص كتاب : مقاليد القراءة